التحصين من الشياطين ج2: أهمّ التحصينات

* أهمّ التحصينات من الشياطين:

    بعد أن ذكرتُ في الجزء الأول (جهاد النفس, والهوى, والشيطان, والدنيا ), أذكر هنا أهمّ التحصينات من الشياطين ([1]): 

                                    
* الحصن الأول: الإخلاص:

   إنَّ تحقيق الإخلاص هو سبيل الخلاص من الشيطان فقد اعترف الشيطان بعجزه عن إغواء الْمُخْلَصِين, قال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ, إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}([2]), وقد صحّ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: " إِنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا َابْتُغِيَ ِهِ وَجْهُهُ "([3]). قالَ ابنُ القيِّم: (يجب إفراد الله تعالى بالعبادة، ولا يجوز أن يقوم بالعبادة وهو ينوي بها التقرب إلى أحد من المخلوقين.) ([4])

* الحصن الثاني: تحقيق العبودية لله وحده:

{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}([5]),{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ, إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ}([6]).

والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة  وأقسام العبادة أربعة هي:

1- العبادة البدنية :كالصلاة والصيام والركوع والسجود والحج والطواف.
2- العبادة المالية: كالذبح والنذر والزكاة والصدقة.
3- العبادة القلبية: كالخشوع والخضوع والذل والانكسار والمحبة والاستعانة والخوف والرجاء والتعظيم والرهبة.
4- العبادة القولية: كالحلف والاستغاثة والدعاء والاستعاذة.

   قالَ ابنُ القيِّم: (العبادة لا تكون مقبولة عند الله تعالى إلا إذا توفر فيها شرطان: الأول: الإخلاص لله تعالى. الثاني: متابعة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وموافقة شريعته. وقد دل على هذين الشرطين قول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}([7]).) ([8])

* الحصن الثالث: لزوم الجماعة:

   إن الالتزام بالجماعة مطردة للشيطان مرضاة للرحمن, قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "يَدَ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْكُضُ"([9]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَمَنْ أَرَادَ بُحْبُحَةَ الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ"([10]).

* الحصن الرابع : المحافظة على صلاة الجماعة :

   إن التهاون في صلاة الجماعة يُجَرِّئُ الشَّيْطان على الإنسان, قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا فِي بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ"([11]).قال تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}([12]).

* الحصن الخامس : الالتزام بالكتاب والسنة :

   إنَّ أعظم سبيل للحماية من الشيطان هو الالتزام بصراط الله المستقيم, "خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا فَقَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ". ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا يَمِينًا وَشِمَالاً، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}([13])"([14]).

* الحصن السادس: كثرة السجود:

   إن الإكثار من السجود يرغم الشيطان على اعتزالك, قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:" إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيَلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ "([15]).

* الحصن السابع: الاستعاذة:

   قَالَ ابنُ كَثير:(وَمَعْنَى أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، أَيْ: أَسْتَجِيرُ بِجَنَابِ اللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ أَنْ يَضُرَّنِي فِي دِينِي أَوْ دُنْيَايَ، أَوْ يَصُدَّنِي عَنْ فِعْلِ مَا أُمِرْتُ بِهِ، أَوْ يَحُثَّنِي عَلَى فِعْلِ مَا نُهِيتُ عَنْهُ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَكُفُّهُ عَنِ الْإِنْسَانِ إِلَّا اللهُ) ([16]). وهي عند نزغ الشيطان: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}([17]). وعند قراءة القرآن: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}([18]). وعند دخول الخلاء؛ كان النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل الخلاء قَالَ:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ "([19]).  وعند الدخول في الصلاة؛ " كان رَسُوْلُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذا دخل في الصلاة كبَّر، ثم قالَ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرَا ثلاثا الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ثلاثا سُبْحَانَ اللهِ وبحمدهِ ثلاثاً, أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْم مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ "([20]). وعند الغضب؛ "اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا تَحمرُ عَيْناهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ. قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأعرف كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا، لَذَهَبَ عَنْهُ الذي يَجِدُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"([21]). " وعند نباح الكلاب ونهيق الحمير:" إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ"([22]). وعند نزول أي مكان؛ " إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ"([23]). وعند المساء كَمَا قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن لدغته عقرب: "أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ"([24]). وعند المساء ثلاثاً اتقاءً لِلْحُمَّة:" مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ"([25]).  وعند الفزع في الليل: "إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ"([26]). وعند تعويذ الأولاد وغيرهم: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَيَقُولُ: إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ"([27]). وعند كُلِّ كيدٍ ومن شرِّ كُلِّ مَا خلقَ اللهُ: "سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ التَّمِيمِيِّ كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ فَقَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ بِيَدِهِ شُعْلَةُ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ, قَال: َمَا أَقُولُ ؟ قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ, قَالَ: فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ، وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى"([28]).

* الحصن الثامن: البسملة (بِسْمِ اللهِ):

     قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ, فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ تَعِسَ الشَّيْطَانُ تَعَاظَمَ الشَّيْطَانُ فِي نَفْسِهِ وَقَالَ: صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي, فَإِذَا قُلْتَ: بِسْمِ اللهِ تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ حَتَّى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنْ ذُبَابٍ"([29]). وهي عند الخروج من البيت: " بِسم اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ، فَيُقَالُ لَهُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ"([30]). وعند دخول البيت: "بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللهِ خَرَجْنَا وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ"([31]). وحين تصبح وتمسي: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إلَّا لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ"([32]). وعند النوم:" بِسْمِ اللهِ وَضَعْتُ جَنْبِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي وَفُكَّ رِهَانِي وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ الْأَعْلَى"([33]). وعند الأكل: قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ"([34]). وعند الجِماع: "بِسْمِ اللهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا"([35]).  وعند الذبح: "بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ"([36]). وعند الاستشفاء: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ بِسْمِ اللهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا"([37]).  وعند الرقية: " بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ"([38]). وعند الألم:" ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِكِ ، وَقُلْ : بِسْمِ اللهِ, ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ: سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ"([39]).  وعند وضع الميت في القبر: " بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ"([40]). وعند دخول المسجد والخروج منه: "إذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُولُ: بِسْمِ اللهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: بِسْمِ اللهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ"([41]).

    ولا تقتصر "بِسْمِ اللهِ" عَلى مَا مَضَى فقط بَلْ إذا وَضَعَ شَيْئَاً أَوْ رَفَعَهُ أَوْ جلس أَوْ قامَ أَوْ فعلَ أيّ شَيءٍ, فقد ثبت أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:" اغْزُوا بِسْمِ اللهِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ". وَقَالهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِندَمَا ضَرَبَ الصَّخْرةَ فِي غَزْوَةِ الخَنْدَقِ؛ فَأُعْطِيَ بَعدَ "بِسْمِ اللهِ": مَفَاتِيح الشَّامِ وفَارِسَ والْيَمَنِ؛ وكذلكَ فِي قِصَّةِ أَصْحَابِ الأُخْدُوْدِ, حَيْث لمْ يَسْتَطِع الْمَلِك أنْ يَقْتُلَ الغُلامَ إلَّا حِيْنَ قَالَ: بِسْمِ اللهِ  رَبِّ الغُلامِ. وذَلِكَ دَلِيْلٌ أنَّ "بِسْمِ اللهِ": سَبَبٌ مِنْ أَسْبِابِ الخيْرِ وَالبرَكَةِ, وَمَطْرَدَة لِلشَّيَاطِيْن.

وإلى لقاءٍ مع ج3: تَتِمة أهمّ التحصينات من الشياطين قريباً إن شاء الله

" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ"

وصلِّ اللهمَّ وسلمْ وبارك وترحَّم على عبدك ورسولك محمد النبي الأعظم وعلى اله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.

---

([1]) للاستزادة أنظر: الفصل السادس ( ص 237 ), من كتاب : وقاية الإنسان من الجن والشيطان لوحيد عبد السلام بالي, الطبعة العاشرة, 1997م-1418ه, مكتبة التابعين, مصر- القاهرة. وهو كتاب جيد أنصح بالاطلاع عليه والاستفادة منه.

([2])  سورة الحجر/ 39-40.

([3])  رواه النسائي في سننه (3140), والمنذري في الترغيب والترهيب (2/264) وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما, وجود إسنادهُ ابن رجب في جامع العلوم والحكم ( 1/81), وحسن إسنادهُ العراقي في تخريج الإحياء (5/112), وجود إسنادهُ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( 6/35), وجود إسنادهُ الصنعاني في العدة على الأحكام (4/421), وجود إسنادهُ السفاريني الحنبلي في كشف اللثام (7/255), وجود إسنادهُ الرباعي في فتح الغفار (4/2105), وحسنهُ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1331), وفي أحكام الجنائز (70), وفي صحيح النسائي (3140). وفي السلسلة الصحيحة(52).

([4])  زاد المعاد لابن القيم(1/36).

([5])  سورة الحجر/42, الإسراء/65.

([6])  سورة النحل/99-100.

([7])  سورة الكهف/110.

([8])  زاد المعاد(1/36).

([9]) رواه الترمذي في سننه (2166)وحسنه, ووثقه الهيثمي في مجمع الزوائد (5/224), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير (4672), وحسنهُ السفاريني الحنبلي في شرح كتاب الشهاب (315), والشوكاني في نيل الأوطار (9/231), والمباركفوري في تحفة الأحوذي (6/16), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (3621), وفي صحيح الترمذي (2166), وصححهُ الوادعي في الصحيح المسند (598).

([10]) رواه الحاكم في مستدركهِ وصححهُ, ووافقهُ الذهبي, ورواه الترمذي في سننه (2165)وصححهُ, وابو نعيم في حلية الأولياء (4/204), والخليلي في الإرشاد (2/645), وابن حزم في أصول الأحكام (1/592 و593), وصححهُ ابن العربي في عارضة الأحوذي (5/26), وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/201), وصححهُ ابن الأثير في شرح مسند الشافعي (5/532), وابن كثير في ارشاد الفقيه (2/401), وفي مسند الفاروق (2/553), وصححهُ محمد المناوي في تخريج أحاديث المصابيح ( 5/258), والهيثمي في مجمع الزوائد (5/228), والبوصيري في اتحاف الخيرة المهرة (7/335), وصححهُ ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح (5/388), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير (2795), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد (1/98), وابن باز في حاشية بلوغ المرام (752), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع ( 2546), وفي إرواء الغليل (6/215), وفي تخريج مشكاة المصابيح (5957), وفي تخريج كتاب السنة (86 و87),  السلسلة الصحيحة (430), وفي صحيح الترمذي (2165).

([11])  رواه الحاكم في مستدركهِ وصححهُ, ووافقهُ الذهبي, ورواه أبو داود في سننه (547 )وسكت عنهُ, والنسائي, وصححهُ عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى (171), وصححهُ ابن الملقن في البدر المنير (4/387), وفي تحفة المحتاج (1/430), وحسنهُ ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح (1/469), والعيني في عمدة القاري (5/239), وحسنهُ الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (1025), وفي صحيح أبي داود (547).

([12])  سورة المجادلة/19.

([13])  سورة الأنعام/153.

([14]) رواه أحمد في مسنده(1/435 حديث 4142). وحسنه الأرنؤوط. وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد (6/89 و 6/199). ووثقهُ محمد المناوي في تخريج أحاديث المصابيح ( 1/141), وحسنهُ ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح (1/131), وفي عمدة التفسير (1/839), وصححهُ ابن باز في مجموع فتاوى ابن باز (1/239 و 4/281 و 24/168 و 29/263), وفي فتاوى على الدرب (3/208), وحسنهُ الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (165), وصححهُ في شرح الطحاوية (525), وفي صحيح ابن ماجة (11), وحسنهُ الوادعي في الصحيح المسند (848).

([15])  رواه مسلم في صحيحهِ (81), وابن ماجه في سننهِ(1052), والسيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (727), وفي صحيح ابن ماجة (871).

([16])  تفسير ابن كثير (1/115).                                                                        

([17])  سورة فصلت/36.

([18])  سورة النحل/98.

([19])  رواه البخاري في صحيحهِ (6322), ومسلم في صحيحهِ (375), وأصحاب السنن ابو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي.

([20]) حسنهُ ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح (1/377), وفي نتائج الأفكار (1/412), وصححهُ الألباني في الكلم الطيب (80).

([21])  رواه البخاري في صحيحهِ (6115), ومسلم في صحيحهِ (2610), ومن أصحاب السنن ابو داود والترمذي.

([22])  رواه أبو داود في سننه (5103 )وسكت عنهُ, وصححهُ عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى (897), وحسنهُ ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح (4/189), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير (695 و698), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (611 و 620), وفي صحيح ابي داود (5103), وفي تخريج مشكاة المصابيح (4232), وفي السلسلة الصحيحة (3184), وفي الكلم الطيب (221).

([23])  رواه مسلم في صحيحه(2708). وصححه الترمذي في سننه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (3437). وفي صحيح الجامع(6567). وصححهُ ابن خزيمة في التوحيد(1/400). وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد(10/136).

([24])  رواه أحمد في مسنده(2/375 حديث 8867). وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. ومسلم في صحيحه(2709). أبو داود في سننه (3898 و 3899 )وسكت عنهُما. وصححهُ النووي في الأذكار(127). وصححهُ ابن حجر في فتح الباري(10/207). وصححهُ ابن خزيمة في التوحيد(1/401). وحسنهُ السيوطي في الجامع الصغير(1588). وصححهُ الألباني في صحيح الجامع(1318 و1324).

([25])  رواه أحمد في مسنده(2/290 حديث 7885). وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد (15/15). والمنذري في الترهيب والترغيب(1/306). وصححهُ الألباني في صحيح الترغيب(625).  وصححهُ ابن حجر في الفتوحات الربانية(3/95).

([26])  رواه أحمد في مسنده(6/6 حديث 23890). رواه أبو داود في سننه (3893 )وسكت عنهُ. وحسنه الترمذي في سننه, وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3528). وحسنه المنذري في الترهيب والترغيب(2/376). والألباني في صحيح الترغيب(1601).  وابن تيمية في الرد على البكري(544).

([27])  رواه البخاري في صحيحهِ (3371). وابن ماجه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجة (2857).

([28])  رواه أحمد في مسنده(3/419 حديث 15499). وابن ابي شيبة في مصنفه(29038). والبيهقي في دلائل النبوة(3025). وصححه الفيروزآبادي في سفر السعادة(309). وحسنتهُ شهدة الدينوري في العمدة من الفوائد والآثار(81). وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد(10/130). والسيوطي في الجامع الصغير. وصححهُ الألباني في صحيح الجامع(74). وابن تيمية في الرد على البكري(545). وفي جامع الرسائل(1/10). وحسنه الألباني في صحيح الترغيب(1602). وصححهُ في السلسلة الصحيحة(840 و 2995). وصححهُ ابن باز في مجموع فتاوى ابن باز(4/318).

([29]) رواه أحمد في مسندهِ (5/59 و 5/71 الأحاديث رقم 20610 و 20611 و 20709 ), وصححها أحمد شاكر . والأرناؤوط, وجود اسنادهُ المنذري في الترغيب والترهيب (4/115), وصحح اسنادهُ الدمياطي في المتجر الرابح ( 235), وقوَّى اسنادهُ ابن كثير في تفسير القرآن (8/558), وفي البداية والنهاية (1/55), وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/134), وجود اسنادهُ  الشوكاني في تحفة الذاكرين (260), وصححهُ أحمد شاكر في عمدة التفسير (1/58), وصححهُ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3129).

([30])  رواه أبو داود في سننه, وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود (5095).  وحسنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (3/13). وصححهُ الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (2377), وقال: اسناده صحيح على شرط الشيخين.

([31])  رواه أبو داود في سننه (5096 )وسكت عنهُ, وحسنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (3/13). وابن باز في مجموع فتاوى ابن باز(26/35).

([32])  رواه أحمد في مسندهِ (1/72 حديث528), وصححه احمد شاكر والأرناؤوط. وأبو داود في سننه, وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود (5088). وصححه الترمذي في سننه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (3388). وابن ماجه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(3134).

([33])  رواه أبو داود في سننه, وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود (5054). وحسنه النووي في الأذكار(125). وحسنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (2/477), وصححهُ الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (2345).  وصححه السيوطي في الجامع الصغير(6540), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (4649).

([34])  رواه الترمذي في سننه وصححهُ. وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي(1858). وابن ماجه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي(2695).  وصححهُ عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى (786), وحسنهُ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (9/431).

([35])  رواه البخاري في صحيحه(5165 و 6388 و7396). ومسلم في صحيحه(1434). وأبو داود في سننه, وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود (2161). والترمذي وصححه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (1092)

([36])  رواه أبو داود في سننه, وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود (2810). ورواه الترمذي وصححه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (1521).

([37])  رواه البخاري في صحيحه(5745). وابن ماجه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(2754).

([38])  رواه البخاري في العلل الكبير وصححه(141). ومسلم في صحيحه(2186). والترمذي في سننه وصححه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (972). وابن ماجه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(2856). وصححه البغوي في شرح السنة(3/181).

([39])  رواه أبو داود في سننه, وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود (3891). ورواه الترمذي في سننه وصححه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (3588). وابن ماجه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(2855).

([40])  رواه أحمد في مسندهِ (2/27 ,40, 59, 69 ,127 الأحاديث4812 و 4990 و 5233 و 5370 و6111 ), وصححها احمد شاكر والأرناؤوط. وأبو داود في سننه, وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود (3213). والترمذي وحسنه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (1046). وابن ماجه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(1270).  

([41])  رواه ابن ماجه, وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (632).