إنّ الْحَمْدَ
لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ونسْتَهديه وَنَتُوبُ إليهِ,
وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا, مَنْ
يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ
أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ, وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَبَعْدُ:
فإنِّي أكتبُ
في هَذا الموضُوع لِكثرةِ ما طُرِحَ عليَّ السُّؤال عَن أجرةِ الرَّاقِي
الشَّرْعِي ولكثرةِ مَنْ يخوضُ بهِ بِغير فِقْهٍ مِنْ عوامِ النَّاسِ لِجَهْلِهِمْ
بِحُكْمِ أخذِ الأجْرةِ عَلى الرُّقية,
أو مَا نَسْمعُهُ عَن مُبالغةِ بَعضِ الرُّقاةِ في الأُجرةِ, ولكثرةِ الأَقوالِ
والتي مِنْها: أنَّ الرَّاقِي الذي يَأخذُ أجرةً لا تُجْدِي رُقيتهُ, أوْ أنَّهُ
لا يَعمَلُ ذَلكَ لِوجهِ اللهِ, أوْ أنَّهُ يَرقي لِأجلِ المالِ, أوْ أنَّهُ يسرقُ
أموالَ الناسِ وَيَسْتَغِلّهم, أوْ أنَّهُ لم يَجِدْ عَمَلاً فاحْتَرَف الرُّقية,
وفي ذَلكَ وغيرهِ مما يَدلُّ عَلى التَّشكيكِ بإخلاصِ الرَّاقِي واتهامِهِ بورعهِ: "أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ".([1]) بلْ أرى في ذَلِكَ اتهامٌ غير مُباشِرٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَبَعضِ أَصْحَابِهِ رَضَيَ اللهُ عَنْهُمْ؛ كَمَا سَيَظْهَر
بالأحَاديثِ الصَّحِيْحَةِ, قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَى: { فَإِن
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }.([2])
أولاً: الأَحَاديْثُ الصَّحِيحَة:
1- عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخدريِّ رَضَيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ
فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذلِكَ
الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِ شَيْءٍ، لا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُمْ
أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمْ بَعْضُ شَيْءٍ، فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا
الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لا
يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ:
إِنِّي وَاللهِ لأَرْقِي، وَلكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ
تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ
حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً فَصَالَحُوهُمْ عَلى قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفُلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ: ( الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَاٍل، فَانْطَلَقَ يَمْشِي
وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ فَأَوْفُوهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ،
وَقَالَ بَعْضُهُمْ اقْسِموا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لا تَفْعَلُوا حَتَّى
نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي
كَانَ فَنَنْظُرَ الَّذِي يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟
ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا
وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمَاً".([3])
وَفي رِوَايَةٍ:" وَلَكِنْ
لاَ أَرْقِيِه حتى تُعْطُونَا غَنَماً، قالُوا: فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ
شَاةً..... اقْتَسِمُوهَا وَاضْرِبُوا
لِي مَعَكُمْ سَهْمَاً".([4])
وَفي رِوَايَةٍ:" أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".([5]) وَفي رِوَايَةٍ:" خُذُوا مِنْهُمْ وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ".([6])
وَفي رِوَايَةٍ:" كُلُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".([7])
وَفي رِوَايَةٍ:" أحْسَنْتُم وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".([8])
وَفي رِوَايَةٍ:" أحْسَنْتُم ، اقْتَسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".([9])
وَفي رِوَايَةٍ:" اقْبِضُوا الْغَنَمَ وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".([10])
2- عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضَيَ اللهُ عَنْهُما
قَالَ:"
أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ
فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا
فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ,
فَبَرَأَ فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ فَكَرِهُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا:
أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا ؟! حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ عَلَى كِتَابِ
اللَّهِ أَجْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ
أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ ".([11])
3- عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ التَّمِيمِيِّ
عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ
ثُمَّ أَقْبَلَ رَاجِعًا مِنْ عِنْدِهِ فَمَرَّ عَلَى
قَوْمٍ عِنْدَهُمْ رَجُلٌ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ
أَهْلُهُ إِنَّا حُدِّثْنَا أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ فَهَلْ
عِنْدَكَ شَيْءٌ تُدَاوِيهِ فَرَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ فَأَعْطَوْنِي مِائَةَ شَاةٍ فَأَتَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: خُذْهَا فَلَعَمْرِي لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ
أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ".([12])
وَفي
رِوَايَةٍ:" كُلْ لَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ
بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ , لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ".([13])
4-
عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ:" أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِىِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا صَبِىٌّ
لَهَا بِهِ لَمَمٌ فَقَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ :اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ فَبَرَأَ.( وَفي رِوَايَةٍ: ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : إِذَا رَجَعْنَا فَأَعْلِمِينَا مَا
صَنَعَ, فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَتْهُ) قَالَ: فَأَهْدَتْ
إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ وَشَيْئاً مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئاً مِنْ سَمْنٍ. قَالَ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذِ
الأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الآخَرَ".([14])
وقال ابن عثيمين:( حديث الصبي الذي جاءت به
أمه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يصرع فقال الرسول عليه الصلاة والسلام للجن
الذي فيه: اخرج عدو الله فإني رسول الله، فخرج الجني من هذا الصبي فلما رجع عليه
الصلاة والسلام من غزوته وكان قد قال لأمه: أخبريني عن شأنه، وجد أمه قد أعدت
للنبي عليه الصلاة والسلام شاة وسمنا وأقطا وأخبرته أن ولدها شفي ولم يعد إليه ذلك
الجني) .([15])
أقولُ:
وَفي هَذا القَدْرِ مِن الأدِلّةِ مَا يَكْفِي عَلى جَوَازِ أخْذِ
الأجْرةِ عَلى الرُّقية؛ لمنْ أرادَ أنْ يعلم؛ فأنظرْ لِإقْرارِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
* " قَدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا (اقْتَسِمُوهَا)
وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمَاً".
أو قَوْلِهِ: " (أحْسَنْتُم )كُلُوا
وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".
أو قَوْلِهِ: " خُذُوا مِنْهُمْ".
*
أوَ قَوْلِهِ: " إِنَّ أَحَقَّ مَا
أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ ".* أوَ قَوْلِهِ: " كُلْ (خُذْهَا) لَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ, لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ".
* أوَ قَوْلِهِ: " خُذِ الأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الآخَرَ".
ثانياً: مِنْ أقوالِ أهْلِ العِلمِ:
* قَالَ
الْحَافِظُ ابْن حَجَر:( لقدْ
اتفقَ الأئمةُ الأربعةُ وَغيرهم مِن العُلماءِ عَلى جَوازِ أخذ الأجْرةِ على
الرَّقية).([16])
* قَالَ
النَّوَوِيّ في شرحهِ لحديثِ أَبِي سَعِيدٍ
الْخدريِّ رَضَيَ اللهُ عَنْهُ: " خُذُوا
مِنْهُمْ": (هَذَا تَصْرِيحٌ بِجَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى
الرُّقْيَةِ بِالْفَاتِحَةِ وَالذِّكْرِ، وَأَنَّهَا حَلَالٌ لَا كَرَاهَةَ فِيهَا،
وَكَذَا الْأُجْرَةُ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ، وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ وأَبي ثَوْرٍ وَآخَرِينَ مِنَ السَّلَفِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ،
وَمَنَعَهَا أَبُو حَنِيفَةَ فِي تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ، وَأَجَازَهَا
فِي الرُّقْيَةِ.
وَأَمَّا
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاضْرِبُوا
لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ " وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى" أَقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ"
: فَهَذِهِ الْقِسْمَةُ مِنْ بَابِ الْمُرُوءَاتِ وَالتَّبَرُّعَاتِ وَمُوَاسَاةِ
الْأَصْحَابِ وَالرِّفَاقِ، وَإِلَّا فَجَمِيعُ الشِّيَاهِ مِلْكٌ لِلرَّاقِي
مُخْتَصَّةٌ بِهِ، لَا حَقَّ لِلْبَاقِينَ فِيهَا عِنْدَ التَّنَازُعِ،
فَقَاسَمَهُمْ تَبَرُّعًا وَجُودًا وَمُرُوءَةً.
وَأَمَّا
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَاضْرِبُوا
لِي بِسَهْمٍ " فَإِنَّمَا قَالَهُ تَطْيِيباً لِقُلُوبِهِمْ، وَمُبَالَغَةً فِي تَعْرِيفِهِمْ أَنَّهُ حَلَالٌ لَا شُبْهَةَ
فِيهِ).([17])
* قَالَ ابنُ
تيمية:( وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ حَدِيثُ الَّذِينَ رَقُوا
بِالْفَاتِحَةِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" وَمَا
أَدْرَاك أَنَّهَا رُقْيَةٌ " وَأَذِنَ لَهُمْ فِي
أَخْذِ الْجُعْلِ عَلَى شِفَاءِ اللَّدِيغِ بِالرُّقْيَةِ).([18])
* قَالَ ابنُ
عبد البرِّ:( وفي إباحة الرقى إجازة أخذ العوض عليه، لأن
كل من انتفع به جاز أخذ البدل منه، ومن احتسب ولم يأخذ على ذلك شيئا كان له الفضل).([19])
* سُئِلَ ابن
باز فَأجَابَ:( لا حَرَجَ في أَخْذِ الأجْرةِ عَلى رُقيةِ
المريضِ،
لما ثبتَ فِي الصَّحِيْحَيْنِ).([20])
* سُئِلَ ابنُ
العثيمين فَأجَابَ:( أما من جهة أخذ الأجر على الرقية على
المريض فلا بأس بها، قال النبي عليه الصلاة والسلام " خير ما أخذتم
عليه أجراً كتاب الله " وهذا القارئ مثل المداوي بخلاف الذي يأخذ الأجرة على
مجرد قراءته ، مثل الرجل يقرأ ليتعبد لله بالقراءة ، ويأخذ على هذا أجرا فهذا محرم
، ولكن رجل قرأ على غيره لينتفع به أو علم غيره القرآن فلا بأس أن يأخذ الأجرة).
* سُئِلَ
الالبانيُّ فَأجَابَ:( فأخذ الأجرة بسبب الرقية وعلاج
المريض مِمَّا أباحه الشرع لحديث أَبِي سَعِيْدٍ فِي الصَّحِيْحَيْنِ).
* سُئِلَ عبد
العزيز آل الشيخ - مفتى عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء
- فَأجَابَ:( الأصل
أن أخذ العوض عن الرقية جائز بالسنة،... ولاشك
ان الأخذ جائز لهم، ولكن لتكن هذه الأجرة بالمعقول ولا تكن استغلالية ولا
انتهازية فليتقوا الله في أمورهم).
* قَالَ صالح
الفوزان: ( ولا بأس أن يأخذ الراقي أجرة أو هدية على عمله. لأن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أقر الصحابة الذين أخذوا الأجرة على
رقية اللديغ وقال :"إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله").([21])
ثالثاً: شروط أخذ الأجرة على الرقية:
1-
أنْ تكونَ الرُّقْيَةُ شَرْعِيّةً مُوافِقَة للكِتابِ والسُّنةِ([22])؛ عَنْ
عَوْفِ بنِ مالِكٍ:" قَالَ كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ, فَقُلْنَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ
رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ
شِرْكٌ ".([23])
2- أنْ يكونَ
قدْ اتُفِقَ على الأجرةِ لحديثِ أَبِي سَعِيْدٍ:" فَمَا
أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً فَصَالَحُوهُمْ عَلى
قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ".([24]) وبوَّبَ
ابنُ حِبَّان في صحيحهِ( ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ
أَخْذَ الْأُجْرَةِ الْمُشْتَرَطَةِ فِي الْبِدَايَةِ عَلَى الرُّقَى).([25])
3- أنْ
يُخْلِصَ الرَّاقي للهِ, ويقصد بعملهِ وجههُ تعالى لينفعهم بالرُّقية, وأنْ يَفِي بمواعِيدهِ. والرَّاقي
يُنْظرُ إليهِ كقُدوةٍ؛ فَعليه أن يتحلَّى بِالفَضَائِل ويبتعدَ عَن الرَّذائِل.
يقولُ ابنُ القيّم:( الْأَدْعِيَةُ وَالتَّعَوُّذَاتُ بِمَنْزِلَةِ السِّلَاحِ، وَالسِّلَاحُ بِضَارِبِهِ، لَا بِحَدِّهِ فَقَطْ،
فَمَتَى كَانَ السِّلَاحُ سِلَاحًا تَامًّا لَا آفَةَ بِهِ، وَالسَّاعِدُ سَاعِدُ
قَوِيٍّ، وَالْمَانِعُ مَفْقُودٌ؛ حَصَلَتْ بِهِ النِّكَايَةُ فِي الْعَدُوِّ،
وَمَتَى تَخَلَّفَ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ تَخَلَّفَ التَّأْثِيرُ،
فَإِنْ كَانَ الدُّعَاءُ فِي نَفْسِهِ غَيْرَ صَالِحٍ، أَوِ الدَّاعِي لَمْ
يَجْمَعْ بَيْنَ قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ فِي الدُّعَاءِ، أَوْ كَانَ ثَمَّ مَانِعٌ
مِنَ الْإِجَابَةِ، لَمْ يَحْصُلِ الْأَثَرُ ).([26])
4- أن يعطي
الرّقية حقها؛ فهي نصرة لمظلوم, وتنفيس عن مكروب, ونفع لمسلم:"
مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ
فَلْيَفْعَلْ".([27]) قَالَ
ابنُ تيمية:( فَهَذَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ وَهُوَ مِنْ أَعْمَالِ
الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ; فَإِنَّهُ مَا زَالَ
الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ يَدْفَعُونَ
الشَّيَاطِينَ عَنْ بَنِي آدَمَ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ
كَمَا كَانَ الْمَسِيحُ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَكَمَا كَانَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ).([28])
5- أنْ يستغلَ الرّقية للتذكيرِ
بالتوبةِ وتركِ الذنوبِ, ويشرح للمريضِ أسبابَ الشفاءِ ويُذكّر أنَّ الشافي وحدهُ
هو الله جلَّ وعِلا, ويحذّرهم من أهلِ الكهانةِ والشعوذة, ويذكر الرقاة الشرعيين
بالخير, فالرقية من أبوابِ الدَّعوةِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّهي عَن المنكَرِ.
6- أن لا
يُغالي بالأجرةِ, وعلَّهُ يُحددّ أجراً رَفْعَاً للحَرجِ عَن الجميعِ, وهذا يجعل
المحتاج للرقيةِ هُو منْ يأتي للرَّاقي. والأجرة قدْ تمنع استهتارَ البعضِ بالرُّقية,
ويتجاوز عن الفقير بحسبِ حالهِ, فالأجرة ليست الغاية.
7- أن يتفقّد حال المريضِ, ويطمئنّ عليه أُسوةً بالرَّسولِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما مرَّ
بحديثِ المرَأَةِ
التي جَاءَتْهُ وَمَعَهَا صَبِىٌّ بِهِ لَمَمٌ وَقَالَ لِأُمِّهِ: "إِذَا رَجَعْنَا فَأَعْلِمِينَا مَا صَنَعَ".([29])
8- ليتَ أنَّ الرَّاقي يُخصصُ شيئاً مِن أجرةِ الرُّقية للصَّدقةِ مِن بَابِ:" داووا مرضاكم بالصدقة".([30])
إنَّ الرُّقيةَ طرِيقةٌ مِن طُرقِ المداواة،
والمداواة يباحُ أخذُ الأجرِ عَليها، وهذا
الظاهرُ مِن الأحاديثِ الصَّحيحةِ, وَمن أقوالِ أهلِ العلمِ بِجواز أخذِ الأجرة على الرُّقية؛ إن تحققت فيها الشروط المذكورة
سابقاً. ناهيكَ عن أن الرَّاقي يُخصصُ مِن جهدهِ ووقتهِ, ومكانِ الرُّقية - سواء
المنزل أو المكان الذي اتخذهُ لذلك - وربما
يلحق بذلك أيضاً شيء من فاتورة الكهرباء, وَمَنْ أَخَذَ بِالمباحِ الجَائزِ لا يَنْبَغِي
أنْ يُقال عنهُ: رقيتهُ لا تُجدي؛ بَلْ يُقالُ لهُ: {هَنِيئاً مَّرِيئاً}.([31]), "لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ
حَقٍّ".([32]) "إِنَّ أَحَقَّ
مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ".([33]) واللهُ
أعلم.
" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ
أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ"
وصلِّ اللهمَّ وسلمْ وبارك وترحَّم على عبدك ورسولك محمد
النبي الأعظم وعلى اله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.
([14]) رواهُ أحمد في مسندهِ(4/171 و 172 حديث 17584 و 17599), والبخاري في دلائل
النبوة(6/22). والحاكم في مستدركهِ(2/674/4232)
وقال: صَحِيحٌ الاسنادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ. ووافقهُ الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع
الزوائد (9/9): رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في مختصر الاتحاف (9/107):
رواتهُ ثقات. وقال ابن كثير في البداية والنهاية(6/146):طريقه جيد. وقال العراقي
في تخريج الاحياء(4/255):إسنادهُ جيد. وقال ابن عثيمين في مجموع فتاوى ابن
عثيمين(1/297): إسنادهُ ثقات.
1- أن لا يكون فيها شرك ولا معصية.
2-أن تكون مسموعة, فلا تمتمة ولا همهمة.
3-أن تكون مفهومة, أي باللغة العربية وما يوافقها.
4- أن لا يطلب الراقي شيئاً مخصوصاً: كاسم الشخص واسم امهِ, أو نوع
بخور معين...
5- أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها أو شافية بل بإذن الله الشافي.
شيخ ناصر لدي سؤال عندما تأمرون الجن أو الشياطين بالخروج من جسد المبتلى هل سبق وإن خرج في لحظة الرقيه وماالذي يحدث للمريض خلال هذه الأوقات؟ولا تخافون على بيوتكم وأولادكم من شرها؟؟؟جزاك الله خيرا
ردحذفأخي الفاضل غير معرف
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد
فنحنُ كرُقاةٍ حين نأمرُ بالخروج يكون سلاحنا أمر الله عزَّ وجلَّ لإبليس كما في قولهِ تعالى:
{اخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }
{اخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}
وذلك اتباعاً لسنة رسولِ الله كما في الحديث الصحيح الذي يريه أحمد في مسنده (29/92), والحاكم في مستدركهِ على الصحيحين (3/520) وغيره: " ان امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخرج عدو الله...." وجوَّد إسناده العلامة الالباني في السلسلة الصحيحة (1/876).
ونحنُ ننذرهُ ثلاثاً للخروج حيث نقسم عليه بالله, ونحتج عليه بكلام الله, ونهددهُ بالحرق بآيات الله إن لم يخرج, فإن خرج انتهى الأمر؛ وإذا لم يخرج بعد هذا نقرأ عليه آيات الحريق:
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }
{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }
{ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }
{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } .
{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ } .
{ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} .
[وغير ذلك الكثير من الآيات] بتكرار الآيات ذات الوقع القوي عليهم.
* وإذا لم ينتهِ بذلك نقرأ عليه آيات الموت:
{ وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ } .
{ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } .
{ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } .
[وغير ذلك من الآيات]تكرر الآيات ذات الوقع القوي عليه.
وبالتالي لا ندع لهُ مجالاً حتى يخرج أو ينتهي في جلسة الرقية بعون الله.
وأما سؤالك: ولا تخافون على بيوتكم وأولادكم من شرها؟
فاعلم أخي الفاضل أنه يجب على الراقي البدء بتحصين نفسه ومجلسه قبل الدخول لمتن الرقية, وكذلك عند الانتهاء منها, ومن أخطاء بعض أخوتنا الرقاة أن يفوتهم هذا الأمر.
ولو كان لهذا الأمر أذىً علينا أو على مجلسنا وأولادنا لما رقينا.
وها أنذا أرقي منذ ثلاثة وعشرون عاما, وقد مرَّ بي ما يزيد عن العشرين ألف حالة وهذا يكفيني مؤونة الإجابة.
أتمنى أنني أشفيتُ غليلك بالإجابة.
والله أعلم
بارك الله فيك شيخنا أجبت وأوجزت وشفيت غليلي
ردحذفشيخنا الفاضل هل صحيح يحرم علينا استخدام شاحن الهاتف في مكان وظائفنا الحكوميه كثرالخوض في هذه المسأله ولم أجد إجابه شافيه منذ سنوات....المؤمن بالله
ردحذففضيلة الشيخ هل نستطيع القول في النهاية انه يجوز اخذ الاجرة على الرقية لان هذا السؤال فتح لنا مجال كثير للاستفسارات والفتاوى من قبل بعض الناس ولك جزيل الشكر
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حذفنعم يجوز دون خلاف في ذلك.
وأدلة الصحيحين وغيرهما واضحة.
وأقوال العلماء صريحة.
واللَّهُ أَعلَمُ